أهم ستة دروس تعلمتها في 2014 حول #ريادة_الأعمال – بقلم د. ياسر بكار
لم يكن 2014 عاماً مميزاً في رحلتي في #ريادة_الأعمال لكنه كان عاماً مليئاً بالتعلمات التي استفدت منها بشكل هائل. هذه الدروس أتت بعد تجارب مؤلمة – وأحياناً مكلفة – ولكنها منحتني بصيرة مهمة لا يمكن لي أن أواصل المسيرة بدونها. في هذا المقال سأذكر اهم ما تعلمته خلال العام المنصرم لعل يفيدك بطريقة أو بأخرى .. وأسال الله التوفيق:
أولاً: التخطيط :
كنت في الماضي أعتبر أن التخطيط جزء من (أحلام اليقظة) التي تضيّع وقتك وتحرمك من الإنجاز، وكنت أردد (دعني أرى). ولذا كنت أصرف وقتاً أقل للتخطيط ووقتاً أكبر للعمل والتنفيذ. لقد تكشف لي في 2014 خطأ هذه الفكرة والألم الذي تجره على رائد الأعمال. لقد صدق من قال : (لو امتلكت عشرة أيام لتنفيذ عمل ما اصرف ستة منهم للتخطيط له). الفكرة هنا أن ندرك الفرق بين الأحلام والأمنيات وبين التخطيط الذي ينتهي إلى تصور واضح وكامل عن المنتج أو المشروع الذي ستنجزه كما شبه (سيتيفن كوفي) هذا بعمل المعماري (الذي يبني البيت على الورق قبل أن يدق مسماراً واحداً).
ثانياً: العمل الجماعي خرافة :
في ريادة الأعمال لا يوجد شيء اسمه عمل جماعي. بسبب طبيعة شخصيتي التي تميل للإختلاط بالناس والعمل ضمن مجموعة كنت ابحث بشكل دائم عمن يشاركني الأعمال والمشاريع التي اعمل عليها. وبعد تجارب عديدة تعلمت أنه لا يوجد شخص يمكن ان يحمل نفس الأحلام والطموحات التي تحملها أنت.. لا يوجد شخص قاسى نفس الآلام التي مررت بها أنت. ولذا لن تجد من يستطيع إنجاز المشروع الذي حلمت به. فكرة العمل الجماعي هي فكرة مستوردة من الإدارة التقليدية وهي ببساطة لا تعمل في عالم ريادة الأعمال. والبديل هو في النقطة التالية.
ثالثاً: تصنيف المهام والخبز للخباز:
من المهارات التي أدركت اهميتها بقوة في 2014 هي القدرة على تصنيف المهام. لقد تعلمت أن أبدأ كل يوم عمل جديد بسؤال نفسي : هل يوجد شخص في هذا العالم يمكن أن يقوم بالعمل الذي سأقوم به الآن؟ إذا كانت الإجابة (لا) فأبدأ بالعمل فوراً .. وإن كانت (نعم).. أسأل نفسي: هل يمكنني الوصول إليه؟ وهل سيستهلك ذلك وقتاً وجهداً منطقياً؟ فإذا كانت الإجابة (لا) بدأت بالعمل .. وإن كانت الإجابة (نعم) توقفت فوراً واتجهت إلى عمل آخر.
هذه الطريقة في التفكير جعلتني أتعرف على مواقع مهمة يجب أن يعرفها كل رائد أعمال. لقد كانت معرفتي بهذه المواقع إنجازاً كبيراً خلال 2014 ومن أهمها:
في هذه المواقع هناك عشرات الآلاف (نعم عشرات الآلاف) من المحترفين الذي يصرخون بصوت واحد توقف عن فعل الأشياء التي لا تتقنها .. وتفرغ لفعل الأشياء عالية القيمة التي خلقك الله من أجلها.
رابعاً: (لا) الكلمة السحرية
من التحديات التي نواجهها جميعاً هو أنه يتم جرّنا لمعارك جانبية وأعمال لا تلامس عمق الدور الذي نسعى إلى التمكن فيه والعمل الذي نسعى إلى إنجازه. (أنت مدرب رائع .. ما رأيك أن تقدم هذه الدورة) .. (أعاني من مشكلة ما وأريد منك أن تحلها) .. (هذا موضوع مهم وأريدك أن تشارك فيه). هناك كلمة سحرية يجب ان تكون حاضرة دائماً وهي (لا).. لا فمشكلتك ليست مشكلتي .. لا فما تراه مهما ليس مهماً بالنسبة لي .. لا فما يحمسك لا يحمسني! هل ترى هذا سهلاً؟ أما بالنسبة لي فما أسهل قوله وما أصعب فعله. عدم قدرتي على قول (لا) سبب لي الكثير من الآلام وضيع علي الكثير من الفرص .. والله وحده المستعان.
خامساً: لا تروّج منتجك .. روّج نفسك:
عندما نتحدث عن تسويق الذات تنتابنا (غصة ثقافية)! فهذا غير مقبول في مجتمعاتنا خاصة وأن أول مثل تعلمته في حياتي هو (مادح نفسه كذاب) ! ولكن الحقيقة التي تعلمتها أن الجهود التي بذلتها لترويج منتجاتي (دورات – برنامج اون لاين – استشارات) لم تكن مجدية بالشكل المطلوب. تعلمتُ في 2014 أن أغير هذه الطريقة وحينها بدأت النتائج تتحسن. الجهد الأهم الذي يجب أن تصرفه هو أن تسعى إلى ترويج نفسك لا أن تختبئ وراء منتجك. يجب أن تخبر الناس أنني (أنا) من يملك الحل لمشكلاتكم، وليست منتجاتي هي التي ستحل مشكلاتكم .. والفرق كبير. أغمض عينيك وأغلق أذنيك أمام كل المستهزئين والمشككين وابدأ بترويج نفسك أنت بعد أن تتضح القيمة المضافة التي تحملها للعالم.
سادساً: الصديق وقت “الإبداع”
نعلم جميعاً أن الأصدقاء والعلاقات الاجتماعية مهمة للصحة النفسية ولرواد الأعمال. لكنني في 2014 تعلمت شيئا مختلفاً. لقد تعلمت أن هناك نوع مميز ونادر من الأصدقاء ممن تحتاج إليهم لتفجير الهمة والإبداع لديك. لا أعرف كيف أصف ذلك لكنني عندما اقابلهم تنتابني حالة من الحماس والرغبة للعودة للعمل بجد واجتهاد وبطرق إبداعية جديدة. الحصول على مثل هؤلاء الأصدقاء أمر صعب وهم نادرين على كل حال. لقد تعرفت في عام 2014 على ثلاثة منهم وكم اعتز بهذه الصداقة . على فكرة، لم أدخل في أي علاقة شراكة أعمال مع أحدٍ منهم لأنني كما قلت (العمل الجماعي خرافة) لكنني أحتاجهم من أجل أمور أخرى أهم.
ختاماً: الحياة مدرسة ودروسها قاسية وغالية الثمن. ومشاركة بعضنا لهذه الدروس يحمل من الفائدة أكثر من مشاركة المعارف والمعلومات. أتمنى لكم عاماً سعيداً ومليئاً بالدروس والخبرات الإيجابية.
Great information shared.. really enjoyed reading this post thank you author for sharing this post .. appreciated